الأستكمال في ترميم اللوحات الزيتية

الأستكمال

إعداد وتقديم : شيماء الحسيني

دستور أثينا أعتبر كلمة "Conservation - الحفظ" أعم وأشمل من "Restoration - الترميم" ، وأوصى بالتقليل من Restoration لأعتباره تدخلاً كما لو كان إعادة بناء للعمل الفني . 

وعلى ذلك فقد نادى Cesare Brandi سيزار براندي - ناقداً ومؤرخاً فنياً - بمعهد I.C.R - روما " يميز ترميم الأعمال الفنية على أنها أعمال فنية وفي حاجة إلى ترميم Restoration للحفاظ على قيمتها الجمالية " 

وفي عام 1950م تطورت أساليب الترميم في معهد I.C.R - روما ، أعتماداً على نظرية سيزار براندي ، وقامت على التوافق بين مفهوم ترميم الأثري الذي لا يقبل أي تدخل ، ونظرية الترميم القرن 19 التى أتاحت فرص أستكمال العمل الفني ، والتوازن من الناحية التاريخية والمتطلبات الجمالية . 

أساليب الترميم المتبعة في إيطاليا ، وأيضاً على المستوى العالمى ، وهي عملية الأستكمال والتلوين ، ولكن بأسلوب يظهر للرائي مخالف عن الأصل ، وفي نفس الوقت يندمج مع سطح العمل الفني ، وهو يسمى "Tratteggio" والذي يعتمد على أستخدام الخطوط الرأسية أوالأفقية أو الأثنين معاً بأستخدام الألوان لأستكمال الأجزاء المفقودة .

وحالياً يتبع مصطلح Reintegration - إعادة الدمج ، وهو إعادة تكوين الفقد في العمل الفني ، بدون أي أضافات أو إبتكارات على الجزء المرمم ، ومرعاة التجانس اللوني ، وتعيد الوضوح والقراءة للعمل الفني ، وأستكمال طبقة اللون يجب أن تكون متناسقة مع بقية الصورة ، والأنتقال من الحشو إلى تلوين النهائي بنفس الطريقة التي اتخذها الفنان ، أخفاء شكل التلف ، وأن هذا ليس تضليلاً ولا غشاً فإن العين البصيرة الواعية المتخصصة يمكن أن تكتشف الترميم ، ولكن في حجرة مظلمة تحت الأشعة فوق البنفسجية ، أو التصوير بالأشعة تحت الحمراء ، أو التصوير بالأشعة اكس . 

المواد الملونة المستخدمة في الرتوش اللونية :-

- أستخدام الألوان الزيتية مع تقليل نسبة الزيوت الجفوفة من خلال أمتصاص نسبة الزيت المتواجد باللون بواسطة ورق ماص ثم مزج اللون مرة أخرى مع مادة وسيطة غير لامعة ، لأن الألوان الزيتية تتعرض للدكانة مع مرور الزمن مشوهة الأماكن المستكملة لونياً ، بالأضافة إلى طول فترة الجفاف .

تنتج شركة Maimeri ألوان خاصة لعملية الأستكمال ، وهي ألوان خالية من الزيوت ، ويطلق عليها Maimeri Restauro .

- أستخدام وسيط راتنجي مع المواد الملونة ، وقد يستخدم راتنيج الدامار -ورنيش- ، ومن مميزاته أنه أكثر لمعاناً ، وسريع الجفاف ، ويمكن إزالته في المستقبل بسهولة دون أي ضرر بأستخدام المذيبات المناسبة . ويحضر بأضافة المسحوق اللوني إلى الراتنج الذائب في زيت التربنتين بنسبة 1 : 3 .

- أستخدام الراتنجات الصناعية الحديثة كمادة رابطة للمواد الملونة المستخدمة ، ومن أشهر الراتنجات الصناعية راتنجات الأكريليك ، إيثر السليولوز ، وغيرها ، وتتميز بخواصها الميكانيكية الجيدة ، وبثباتها ومقاومتها العالية للضوء والعوامل البيئية.

الخطوات التى يجب أتباعها في عملية الأستكمال :-

- تطبيق طبقة رقيقة من الورنيش -الدمار- ، لسهولة إزالة الرتوش في المستقبل عند الحاجة ، ومحاولة الوصول إلى نفس الدرجة اللونية لأعطاء لمعة متماثل وموحد للألوان الحديثة التي تستخدم لإعادة التلوين . 

- أرضية التصوير الملئ يجب ان يصل مستواه إلى أقل من مستوى طبقة اللون المحيطة بدرجة غير محسوسة نسبياً ، وبعد الانتهاء من الرتوش اللونية يصبح السطح مستوى تماماً مع الاجزاء المحيطة . ويراعى ان يكون الحشو سهل الإزالة في المستقبل ، وللحشو يستخدم معجون Putty مكون أساساً من مادة بيضاء مخلوطة بلاصق .

- أستخدام الألوان التى تنتجها شركة Maimeri .

- من الأفضل ان تتم إعادة التلوين في ضوء النهار ، أو يستخدم ضوء كهربي يقدر ب 500 وات ويفضل استخدام ضوء الفلوروسنت ، وأن تستخدم وحده مزدوجة من الضوء Double tube Unit ، أو بأستخدام عداسات مكبرة مزودة بوحدة ضوئية . 

- تطبيق طبقة واقية من الورنيش النهائي بعد جفاف طبقة الرتوش اللونية لتوحيد الرؤية ، وحماية اللوحة الزيتية . 

فالمطلبان الأساسيان في المواد الملونة والوسيط عند تطبيق الرتوش ، وهما الثبات والأسترجاعية ، فثبات المواد الملونة يتطلب استخدامها نقية وصافية ، ويفضل أستخدام المواد الملونة الأكثر المقاومة للظروف الطبيعية المحيطة ولا يحدث لها التغير اللوني ، أما المطلب الثاني هو الأسترجاعية ، فلإكساب صفاتها اللازمه لابد أن تكون الرتوش قابلة للإزالة في أي وقت ، ولهذا فأنه يراعى أن يكون الوسيط قابلاً للإذابة مع مضي الوقت . 


ليست هناك تعليقات