المعالجات المائية في اللوحة المائية
المعالجات المائية في اللوحة المائية
إعداد وتقديم : شيماء الحسيني
أستخدامت الألوان المائية كأسلوب فني منذ الحضارات القديمة ، لتنفيذ الرسومات التحضيرية للوحات الجدارية والزخرفة ، وبدأ أستخدامه كأسلوب فني حقيقي من قبل الفنان ألبريشت دورر Albrecht Dürer ، وفي القرن الثامن عشر أستخدامت الألوان المائية على نطاق واسع .
تتكون الألوان المائية من مواد ملونة مضاف إليها مادة لاصقة وهي الصمغ العربي في وسط قابل للذوبان في الماء ، وتتم إضافة بعض الإضافات الأخرى ، مثل الجلسرين ، لتعديل الخصائص مثل اللزوجة ، ووقت العمل ، ونفاذ الماء إلى الورق . و أثناء عملية التصنيع ، يجب طحن المواد الملونة بدقة لتصبح الألوان المائية بشفافيتها المميزة ، والشفافية تعطي لمعان إلى العمل الفني ، ولون الورق كعامل إضاءة.
ومن مظاهر التلف الشائعة في اللوحة المائية تعرضها إلي تغير في لون الورق ، نتيجة حدوث التحلل المائي بفعل الأحماض ، وذلك إما عن طريق امتصاص الملوثات مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين ، أو أثناء عملية التصنيع ، بإضافة كبريتات الألومنيوم "شب Alum صناعة الورق" لتصلب الورق ، وللحد من قدرتها على الأمتصاص ، بالتالى طول فترة التشغيل ، وكانت أيضاً مصدراً للحموضة ، معظم الورق المصنوع في القرن من عام 1850 حمضي بسبب مواد التصنيع المضافة ، وينتج عنها تغير في لون الورق بمرور الزمن ، وبالتالي يُحدث خلل في التوازن اللوني الذي قصده الفنان في اللوحة المائية .
الألوان المائية تلتصق بشدة بألياف الورق مع تقدم العمر حيث يصبح مادة الربط الصمغ العربي غير قابل للذوبان في الماء ، ولذلك يمكن أستخدام المعالجات المائية لإزالة تغير لون الورق ، وهي أحماض قابلة للذوبان في الماء ، ويؤدي التوتر السطحي إلى منع اللوحة المائية من الغرق ، وعلى ذلك ، يجب الحرص عند تطبيق المعالجات المائية ، حيث يمكن أن تتأثر المادة الرابطة ، وتعرض الألوان المائية إلى التغير اللوني ، فيجب الحرص الشديد في أختيار العلاج المناسب ، وإجراء الأختبارات المختلفة قبل تطبيق المعالجات المائية .
المعالجات المائية تقوم بنزع الأحماض من اللوحة المائية ، وذلك بغسل الورق في حمام مائي من القلويات الخفيفة مثل هيدروكسيد الكالسيوم أو كربونات هيدروجين الكالسيوم أو كربونات هيدروجين المغنيسيوم ، ويعالج أيضاَ ألياف الورق ، أمتصاص السليلوز الماء ثم تجفيفه يعيد تشكيل الروابط الهيدروجينية بين الألياف ، ويستعيد قوة الورق . والتعرف على الحمض الموجود في الورق ، وتبقى القلويات التحمض في المستقبل.
الأحتفاظ باللوحة المائية على ورق من البوليستر غير المنسوج ، والبوليستر فيلم ، ورش اللوحة المائية بمحلول الايثانول لأسترخاء اللوحة المائية ، ثم تغطيتها بورق من البوليستر غير المنسوج ، والبوليستر فيلم ، ووضعها في حمام مائي من الماء المقطر وأملاح الكالسيوم ، في غضون لحظات ، نتمكن من رؤية اللون الأصفر في الحمام المائي ، وببطء تبدأ المكونات الحامضية في الذوبان في الماء .
وأضافة أملاح الكالسيوم إلى الماء يساعد على رفع درجة الـ pH في الورق ، أحيانًا لا يكفي الغسل وحده لإزالة البقع ، ويتم أستخدام مادتين كيميائيتين لهما تأثير التبييض ، وهما بيروكسيد الهيدروجين Hydrogen Peroxide وبوروهيدريد الصوديوم Sodium Borohydride ، في المحاليل الضعيفة . وفي هذه الحالة ، يتم التطبيق بمحلول تركيزه 2٪ ، pH 8 ، بواسطة بخاخ أو فرشاة . ويجب بعد الأنتهاء شطف أي بقايا من العلاجات ، ويتم تثبيت اللوحة المائية بين ورق النشاف ، ولوح زجاج ، وأثقال ، حتى يتم فرد الورقة وتجفيفها جيداً .
ومن الطرق الحديثة ، يستخدام طاولة الشفط ، حيث تعمل مثل مكنسة كهربائية كبيرة ، ويتم وضع اللوحة المائية على ورق نشاف قطن ماص ، وكلهما على طاولة الشفط ، ويتم رش محلول القلوي ، وتذوب الأحماض ويتم شفطها بواسطة الطاولة إلى ورق النشاف ، واللوحة المائية رطبة تسوى تجاعيد برفق ، وتكرر عملية الرش مرة أخرى لإزالة المزيد من الأحماض ، وتركها لتجف كما ذكرنا سابقاُ .
Post a Comment